توجد بالمحيط الجنوبي مساحات شاسعة من الماء السائل فائق البرودة، الذي تقل درجة حرارته عن درجة حرارة تجمُّد الماء.
يُذكر أن مياه البحار تتجمد، بوجهٍ عام، عندما تنخفض درجة الحرارة 1.85 درجة مئوية تحت الصفر، إلا أنَّ المياه الجليدية المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية يمكن أن تظل في الحالة السائلة عند درجة حرارة أقل من ذلك. كما يمكن أن تنتُج مياه فائقة البرودة عن ذوبان الطبقات السُّفلية من الرفوف الجليدية، وكذلك تكوينات الجليد البحري، ولكنْ لم يتبيَّن بعدُ مدى انتشار ظاهرة التبريد الفائق فيما حول القارة القطبية الجنوبية.
وعليه، استعان ألكسندر هاومان –من جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي- وزملاؤه بالبيانات التي جمعتها سُفن أبحاث، وعوّامات ذاتية الدفع، فضلًا عن عددٍ من الحيوانات البحرية المسمَّاة أفيال البحر الجنوبية Mirounga) leonina) المثبَّت بها مُستشعرات، من أجل تحديد مناطق المحيط التي تشهد حدوث ظاهرة التبريد الفائق.
اكتشف الباحثون أن درجات الحرارة المسجَّلة في نسبة قدرها 5.8% من سجلات بيانات مياه المحيط الجنوبي، التي خضعَتْ للفحص، تنخفض عن درجة حرارة التجمد عند السطح، وهي نسبة تفُوق التوقعات.
وإضافةً إلى ذلك، لاحظوا أن ما يقرُب من رُبع سجلات البيانات التي رصدت حدوث التبريد الفائق بسبب تكوينات الجليد البحري، رصدت أيضًا تغلغُل المياه فائقة البرودة إلى أعماق المحيط. ويقول الباحثون إن مثل تلك الألسنة المائية فائقة البرودة ربما تتسبَّب في انخفاض درجات الحرارة في أعماق المحيط، إلا أنَّه انخفاض غير مُمثَّل في النماذج المناخية الحالية.
No comments:
Post a Comment